ملك الخيال مراقب عام
رتبة العصابة: : بطل جديد ميدالياتي: : عدد المساهمات: : 131 نقاطي: : 5726 تاريخ التسجيل: : 24/08/2009
| موضوع: اشد من الماء حزناً الأربعاء أغسطس 26, 2009 9:42 am | |
| نهر كولمبيا .. الساعة 8 مساءاً
أرأيتِ .. لسنا وحيدان هنا ... هذا النهرُ الذي نسير بجانبهِ .. يسيرُ معنا ويحمل معهُ كل ذكريات لقائنا الأول! هل تذكرين اليوم الممطر ! كُنتِ تسيرين لوحدكِ .. كانا يتبعان ظلكِ بهدوء دهشةٌ عارمة وحزناٌ عميق .. أما انا .. كنتُ اقرأ شعر سميح قاسم حينها .." اشد من الماء حزناً تقلبت في دهشة الموت عن هذه اليابسة " وكنتِ أنتِ متحيرة .. اضعتِ الطريق الى شقتك وأنا وجدتُ قلبي حينما رأيتك! أتيت اليك .. وكنتِ مرتبكة .. لم يسبق أن تحدثتي مع رجلٍ غريب ! سألتكِ .. "هل تحتاجين إلى مساعدة" .. وكنتِ تتعمدين النظر الى الأسفل حينما احادثكِ! أرشدتك إلى طريق شقتكِ الصغيرة ! وأضعتُ انا بعدها طريق قلبي ! يعكسُ هذا النهر ياعزيزتي جزءاً من شكل حجابك الملون .. وتحجب قطعة الحجاب هذه كل أحلامي ! ترتبكي انتِ .. تحاولي إخفاء الجزء البسيط من شعرك بهذا الحجاب الملون! وأبتسم أنا ! قطعة القماش تلك .. التي تحتظن شعركِ .. لا تخفي جمالكِ إطلاقاً ! كما أن ابتسامتي الأن لا تخفي مستودع احزاني!
نستمر في السير .. أختار متعمداً شارع الباسفيك وانت تتجاهلين لماذا! في منتصف هذا الشارع .. يُقبل رجلاٌ صديقته .. ويمسك آخر بيد معشوقته .. أما انا وانتِ .. نحتاج أن نكون على بعد خمس أقدام حتى لا يتدنس لقاءنا بمعصية الخلوة .. حتى حينما نفكر في الحب .. كلانا يحاول بإرتباك أن يتحدث في موضوعاً آخر .. أنا اعيد لك حكاية سقراط حينما نبأته الكاهنة بموته .. وانتِ ترددي لي ذكريات جدتك القديمة.. حتى حينما نحب ونعشق نحتاج لكاهنة سقراط وذكريات جدتك المملة لنبرهن براءة حبنا وطهارته! نختم لقاءنا بقصيدة .. تصرين انتِ على أستماع قصيدة " اشد من الماء حزناً" بصوتي الحزين! اقرأها حتى هذا المقطع .. ثم اتوقف ! "وهذا الغبار يقيمُ الظلام دليلاٌ: هنا غربة الروح عن جسمها ومرساك ليلاً على صخرة في خليج الزمان ومرسي الطلول على وشمها أشد من الماء حزنا ومن وحشةً السنديان.."
|
|