تلقَّت حلقة طاش ما طاش الثالثة يوم أمس الاثنين ردود فعل وإشادات كثيرة ومتنوعة لدى عموم الشارع السعودي،وذلك لكشفها مدى تغلغل المتطرفين وسيطرتهم على مفاصل وزارة التربية والتعليم بهدف إعاقة كل خطوات التنمية و التطوير فيها.
الحلقة كانت تتحدث عن مناهج التعليم في السعودية والتي " حسب الحلقة" يغلب عليها طابع التشدد، ولا تُخرّج طلبه جاهزين للانخراط في سوق العمل، وتحرّض بشكل أو بآخر على عدم الاحتفال باليوم الوطني مستبدلة الوطن بالأمة،وكان ذلك من خلال الجمل"إحنا نتكلم عن الوطن وإنتم تتكلمون عن الأمة، إحنا نتكلم عن الإنسان السعودي وأنتم تتكلمون عن الإنسان المسلم".
وأشارت حلقة الامس بشكل واضح إلى أن وزارة التربية والتعليم في السعودية، تُعاني إختراقا على مستوى كبير حيث يُسيطر المُتشددون على الكثير من إداراتها ، ما يجعل مناهج التعليم رهينة لفئة ترفض التطوير والحسّ الوطني.
كما أوضحت الحلقة، أن معظم العاملين في الوزارة يستمدون نفوذهم وسلطتهم من الدعم الذي يحصلون عليه من بعض المشائخ، المعارضين للمنهج التطويري للتعليم.
ويرى أحد المراقبين، رفض ذكر اسمه، أن هذه الحلقة قد تكون رسالة من وزير التعليم السعودي الجديد الأمير فيصل بن عبدالله المعروف بمنهجه التطويري، إلى المتشددين في الوزارة، من أن انه لن يسمح لأحد بالوقوف في وجه مشروعه التطويري للتعليم في السعودية.
احد المشاهد في الحلقة، هو واقع مأسوي متكرر لم يستطع احد أن يجرؤ على التصريح به من قبل، هو مشهد الدكتور عبد الرحمن- ناصر القصبي- وهو يكتب استقالته، حيث يكتشف المشاهدون ان الحلقة سلطت الضوء فعلا على أن كل من ينتهج مسار التطوير والاعتدال، والوسطية التي هي أساس الدين الإسلامي، يتعرض إلى ضغوط كبيرة من تلك الفئة، وهذا المشهد يجاوبه مشهد الوزير ( محمد بخش) عندما رفض عرض المتدينين، وصد تهديدهم له، معتبرا أن القوة يجب ان تكون في رأس الهرم وان المسؤولين هم من يجب عليهم المبادرة في الاستمرار في تنفيذ المشروع التطويري للتعليم.
قدمت الحلقة أيضا تصورا كان يخفى على الكثير وهو مسألة انتقائية هذه الفئة، التي لا تقيم وزنا للتأهيل العلمي والتربوي، بقدر ما تقيّم المُعلّم حسب المظهر العام، والتوجه الديني.
الكثير من المنتديات المحسوبة على الليبراليين، اعتبرت هذه الحلقة أولى فرقعات الاحتفال التي ستنير الأيام المقبلة بالمزيد من الانفتاح الفكري خاصة في مجال التعليم، واعتبروها خطوة مهمة في تقليم أظافر هذا التشدد، حتى لا يخدش أكثر واجهتنا الحضارية ويسيء إلى المستقبل التعليمي الذي تأخر بسبب تلك الفئة التي تغالي في رفض أي تحديث أو تطوير.
ويقول كاتب سيناريو الحلقة يحيى الأمير "انه لا يتوقع أن يواجه ضغوطات بعد انتهاء الحلقة، معتبرا أن الآراء تختلف وتتنوع، فمنهم سيرى أن النص كان جيداً، ومنهم سيراه جيدا مع ملاحظات وهذا طبيعي".
وسئل الامير عن أسباب ترك النهاية مفتوحة، فقال: كنت أقصد هذه النهاية، شخصيا أتصور أن كل المشروعات الوطنية هي إرادة وطنية وملكية، وإنها ستأخذ الوطن للمستقبل من منطلق قيمه وثقافته، وأن مختلف المشروعات مهدده بالمعارضة في بدايتها، لجهل البعض بها، ولكن هذا المشروع وغيره من المشاريع ستجد طريقها للنور لأنها إرادة وطنية".
وحول الأصداء التي واكبت المنتديات المحسوبة على التيار الليبرالي بعد انتهاء الحلقة يقول يحيى: " حقيقة لا يهمني هذا الأمر كثيرا، فالتيار الذي أنتمي له هو تيار الوطن، ومشروعي هو الوطن، ولا تشغلني كثيرا مسألة الاحتفاء، بل يهمني أكثر من يعارض أكثر لأنه قد يكشف لك أخطاءك".